تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا لاوُن الرابع عشر: الرجاء هو الشهادة

البابا

الفاتيكان - كان الرجاء باعتباره شهادة محور تعليم قداسة البابا لاوُن الرابع عشر خلال المقابلة العامة اليوبيلية مع المؤمنين يوم السبت ٨ تشرين الثاني نوفمبر.

أجرى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر السبت ٨ تشرين الثاني نوفمبر مقابلته العامة اليوبيلية، وتحدث إلى المؤمنين والحجاج المحتشدين في ساحة القديس بطرس عن رجاء اليوبيل فقال إنه رجاء ينبع من مفاجآت الله، وأضاف أن الله يختلف عما نعتاد نحن أن نكون. وواصل الأب الأقدس أن السنة اليوبيلية تحثنا على الاعتراف بهذا الاختلاف وترجمته في الحياة الفعلية، ولهذا فهذه هي سنة نعمة وبإمكاننا إحداث التغيير، قال البابا وذكَّر بأن هذا ما نسأل دائما في صلاة الأبانا حين نقول: كما في السماء كذلك على الأرض.

عاد قداسة البابا بعد ذلك إلى ما كتب القديس بولس في رسالته إلى أهل قورنتس والتي دعاهم فيها إلى الانتباه إلى أن الأرض قد بدأت تشبه السماء وطلب منهم أن يعتبروا دعوتهم وأن يروا مَن يختار الله، حيث مَن كان أكثر تواضعا وأقل قوة قد أصبح ثمينا وهاما (راجع ١قور ٢٦-٢٧). وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن معايير الله، الذي يبدأ دائما من الأخيرين، كانت في قورنتس ما وصفه قداسته بالزلزال، إلا أنه زلزال لا يدمر بل يوقظ العالم، فكلمة الصليب التي يعلنها بولس الرسول توقظ ضمائر الجميع وكرامتهم.

وواصل قداسة البابا الحديث عن الرجاء فقال إنه شهادة، الشهادة على أن كل شيء قد تغير وأن لا شيء يظل كما كان من قبل. ولهذا أريد أن أتحدث إليكم، قال الأب الأقدس، عن شاهد للرجاء المسيحي في أفريقيا. وهكذا بدأ بالحديث عن إيزودور باكانجا والذي أُعلن طوباويا سنة ١٩٩٤ وهو شفيع العلمانيين في الكونغو. وعرَّف البابا بأن باكانجا كان قد وُلد سنة ١٨٨٥ حين كان بلده مستعمرة بلجيكية، ولم يتوجه إلى المدرسة حيث لم تكن هناك مدرسة في مدينته فبدأ يتعلم العمل في البناء، ثم أصبح صديقا لمرسلين كاثوليك تحدثوا إليه عن يسوع وقبِل أن يتلقى التعليم المسيحي وأن ينال المعمودية وهو في العشرين من العمر تقريبا. ومنذ تلك اللحظة، واصل البابا لاوُن الرابع عشر، أصبحت شهادته أكثر بريقا دائما، وشدد قداسته مجدَّدا على كون الرجاء شهادة، فحين نشهد للحياة الجديدة يتعاظم النور حتى وسط الصعاب.

وتابع قداسة البابا الحديث عن الطوباوي إيزودور باكانجا فقال إنه كان يعمل كعامل زراعي لدى رب عمل أوروبي لم يكن يقبل إيمانه وصدقه، فقد كان هذا الرجل يكره المسيحية ويكره أيضا الإرساليين الذين كانوا يدافعون عن السكان المحليين ضد انتهاكات المستعمرين. إلا أن إيزودور واصل حتى النهاية حاملا صورة مريم العذراء على ثوبه متحملا كل أشكال سوء المعاملة والتعذيب بدون أن يفقد الرجاء. وقد مات قائلا إنه لا يحمل ضغينة إزاء أحد ووعَد بالصلاة أيضا من أجل من فعل به كل هذا.

هذه هي كلمة الصليب، قال البابا لاوُن الربع عشر للحجاج والمؤمنين، كلمة معاشة، تكسر سلسلة الشر. إنه نوع جديد من القوة، قوة تُربك المتكبرين وتُسقط الأقوياء عن عروشهم. وهكذا ينشأ الرجاء، قال قداسة البابا وتابع أنه كثيرا ما تتلقى الكنائس القديمة في شمال العالم هذه الشهادة من الكنائس الشابة، شهادة تدفع إلى السير معا نحو ملكوت الله، الذي هو ملكوت عدل وسلام. وواصل الأب الأقدس أن أفريقيا بشكل خاص تطلب هذا الارتداد، وتفعل هذا مانحة إيانا الكثير من شهود إيمان شباب.

وفي ختام المقابلة العامة اليوبيلية مع المؤمنين التي أجراها اليوم السبت ٨ تشرين الثاني نوفمبر في ساحة القديس بطرس شدد البابا لاوُن الرابع عشر مجدَّدا على كون الرجاء شهادة، شهادة على أن الأرض يمكنها بالفعل أن تشبه السماء، وهذه هي رسالة اليوبيل.

هذا وعقب انتهائه من تعليمه وخلال تحيته المؤمنين أراد قداسة البابا توجيه تحية خاصة إلى المشاركين في يوبيل عالم العمل. وشدد قداسته على أن العمل يجب أن يكون مصدر رجاء وحياة يمَكن الأشخاص من التعبير عن إبداعهم وقدرتهم على عمل الخير. ومن هذا المنطلق أعرب البابا عن الرجاء فيما وصفه بالتزام جماعي من قِبل المؤسسات والمجتمع المدني من أجل خلق فرص عمل جيدة تضمن الاستقرار والكرامة وتمَكن الشباب بشكل خاص من تحقيق أحلامهم والإسهام في الخير العام.