تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

موريس غانم: الموسيقى جسرٌ يَصِل الأرض بالسماء

اسي مينا

موريس غانم عازفٌ ومؤلّف موسيقيّ لبنانيّ يُطلّ ليُشاركنا اختباره الحيّ الذي يؤكّد من خلاله أنّ الموسيقى بالنسبة إليه ليست مجرّد فنٍّ يُعزَف، بل هي أيضًا صلاة تُرفَع، وجسر يصل الأرض بالسماء.

في لحظات الصمت والعزف، يختبر غانم حضور الله الذي يُحوّل الألم إلى نعمة، والحزن إلى لحن شكر ورجاء، لتُصبح حياته سيمفونيّة إيمان تُعزَف بنعمة المحبّة والنور. في الطبيعة والإنسان والتجارب يكتشف غانم حضور الله، ويقول: «أشعر بحضور الله في جمال الطبيعة حين أجلس متأمّلًا أحضانها، فأستحضر إلهي، خالق هذا الكون الفسيح ومبدع كلّ ما فيه. أختبر وجوده أيضًا في البعد الإنسانيّ والاجتماعيّ، من خلال فعل الخير الذي أراه في حياتي وحياة الآخرين. عندما أواجه صعوبات أو تحدّيات، أستمدّ القدرة على تخطّيها بفضل نعمة الصبر، وألجأ إلى التحاور مع أشخاص أثق بهم، خبروا بدورهم مرارة التجارب، فأصغي إلى نصائحهم».

ويُواصل حديثه: «من أقسى المِحَن التي عشتُها، كانت خسارتي أختي في حادث سير عام 2008. في البداية لم أستطع استيعاب الصدمة، غير أنّ ذكرياتي معها وكلماتها المشجّعة لي كي أثابر في درب الموسيقى، ظلّت ترافقني، وبمرور الوقت وبفضل إيماني بالله ودراستي الموسيقى، تجاوزتُ ألمي وحزني تدريجًا».

الله حاضر في كلّ نغمة

ويروي غانم بإيمان يملأ قلبه: «أؤمن بأنّ إلهي يُصغي إليّ في كلّ حين، وبأنّ صلاتي لا تضيع، بل تجد طريقها إلى قلبه. في أوقات كثيرة أرفع إليه باقة صلواتي مباشرةً، لكن في أحيان أخرى أستودعها بين يدي العذراء مريم، لتقدّمها هي بدورها لابنها الحبيب يسوع. في كلّ يوم أجدّد شكري لله، على عشقي للموسيقى، وعلى كلّ إنسان يحيطني بالمحبّة والدعم، وعلى نعمة الصحّة والقوّة التي تمكّنني من متابعة رسالتي».

ويختم غانم بابتسامة تعبّر عن امتنان عميق: «منحني الله موهبة العزف والتأليف الموسيقيّ لأشاركها مع الآخرين. الموسيقى بالنسبة إليّ ليست مجرّد فنّ، بل صلاة تُعزَف، وجسر يصلني بالخالق، لكي أتذكّر باستمرار أنّ الله، كما خلقنا بعناية ومحبّة، يدعونا نحن أيضًا لنخلق الجمال بالمحبّة عينها».

المصدر: آسي مينا / د. آمال شعيا