Aller au contenu principal

الأستاذ الجامعي وليد الباشا: الضحايا ليسوا مجرد أرقام، بل بشر!

وليد الباشا

نبض الحياة: مع استمرار تفاقم الأوضاع في الأراضي الفلسطينيّة منذ السابع من تشرين الأوّل الماضي، والحرب على قطاع غزة، أعرب الأستاذ الجامعي الفلسطيني وليد باشا، المقيم في جنين، حيث عن خشيته من أنّ تعاني الضفة الغربيّة نفس مصير قطاع غزة: الاجتياح.

وفي جنين، وهي منطقة رئيسية للصراع بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين، في الضفة الغربيّة المحتلة، وصل الخوف إلى مستويات غير معهودة. وفي المدينة، يقع مخيم اللاجئين الفلسطينيين، حيث يواجه حوالي 17 ألف شخص ظروفًا معيشية صعبة. وتحدّث أستاذ علم الأحياء الدقيقة في جامعة النجاح الوطنيّة في نابلس، أنّ سكان الضفة يتوقعون اجتياحًا في أي لحظة، "وهم لا يعلمون متى سيحصل وكيف".

ويعيش في مدينة جنين حوالي 20 ألف نسمة، ويبلغ عدد المسيحيين حوالي 140 شخص. وقال: "لقد احترقت كنيستنا، ولم يتم ترميمها إلى اليوم، مشيرًا إلى أن المنطقة المقابلة للكنيسة تُعتبر من أبرز النقاط الساخنة في الصراع". وعلى الرغم من الأوضاع الصعبة جدًا والتي تدفع بالكثير من الأشخاص، لاسيما المسيحيين، على الهجرة، إلا أنّ الأستاذ باشا مصمم على البقاء في أرضه.

 

لسنا أرقامًا

لا يزال الأستاذ الجامعي الفلسطيني يحتفظ بذاكرة حيّة لما حدث في الثالث من تموز الماضي، عندما شنّ الجيش الإسرائيلي أكبر هجوم على هذه المنطقة منذ العام 2002. وقال: "حدث ذلك في الساعة 9:30 صباحًا، بينما كان الناس يتواجدون في أشغالهم وجامعاتهم ومدارسهم... واليوم، فإنّ المدينة بأكملها محاطة بالقناصة والجنود والدبابات. إنّه أمر فظيع".

أضاف: "نحن في حالة حرب. خمسة عشر فلسطينيًّا استشهدوا هنا في يوم واحد. نحن نحصي الأرقام". وتابع متأسفًا: "إنهم ليسوا أرقامًا، بل بشر". وأردف: "لقد فقدنا الكثير من الشباب في جنين، وقد دمّرت الطرق والبنية التحتيّة وإشارات المرور. إنّ الفلسطينيين يتوقون للحريّة".

 

الأفكار نحو غزة

وأشار إلى أنّ فكره يتوجه نحو أطفال قطاع غزة، كما يفكر أيضًا بالسيدة المسيحية المُسّنة، إلهام فرح، التي استشهدت بعد أن خرجت من كنيسة العائلة المقدّسة. وقال إنّها كانت أفضل الموسيقيين في فلسطين كلها. كما تحدّث عن العديد من زملائه وأصدقائه في غزة، ومن بينهم راهبات الورديّة. ويقول لسوء الحظ فإنّ الاتصالات صعبة للغاية، ولم يسمع عنهم شيئًا منذ ثلاثة أسابيع.

ويصف الأستاذ وليد باشا "ما يحدث في قطاع غزة بـ"الفظيع". وقال: "إننا نشهد كارثة... تخيّل أنّ آلاف الأشخاص لديهم حمام واحد فقط؛ من دون ماء. إنّنا نخشى الكوليرا والتيفوئيد والسل وفيروس كورونا. قبل يومين كانت ثلاثة كلاب تأكل الجثث في الشوارع".

 

نريد الحرية

وفي الوقت نفسه، يستمرّ التعليم الأكاديمي من خلال الإنترنت، مع تعرّض جميع الطلاب للضغوطات جرّاء هذه الأوضاع. وقال الأستاذ باشا: "أنا أتحدّث عن نفسي، لا راحة في هذا الوضع". وأعرب عن أسفه لتجاهل العالم للمأساة التي تحدث في قطاع غزة.

وأضاف: "الجميع يراقب، لكن لا أحد يهتم بالناس في غزة". وأوضح الأستاذ الفلسطيني أنه ضد من يقتل، وأنّه لا يدعم حماس، بل يطمح فقط إلى الحرية والكرامة ويريد أن يشعر بأنه إنسان. وخلص إلى القول: "لا يمكنك أن تتخيل ما يعنيه عدم التمتع بحرية الحركة. إنّها كارثة".