Aller au contenu principal

في عيد القدّيسين… دعوةٌ إلى كلّ قلب ينبض بالحبّ

اسي مينا

تحتفل الكنيسة المقدّسة في 1 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام بتذكار جميع القدّيسين؛ هو عيدٌ يُذكِّرنا بأنَّ القداسة ليست امتيازًا محصورًا بالساعين إلى الكمال.

في عيد جميع القدّيسين، نرفع أنظارنا نحو مَن سبقونا في درب الإيمان، لنكتشف أنّ القداسة ليست امتيازًا للساعين إلى الكمال فحسب، بل هي دعوةٌ مفتوحة إلى كلّ قلب ينبض بالحبّ. القدّيسون لم يولدوا بلا خطيئة، ولم تكن حياتهم خالية من الألم، بل كانوا أشخاصًا عاديّين، عرفوا الضعف، لكنّهم اختاروا الحبّ طريقًا إلى الرجاء. في صمتهم وصلاتهم، وفي تَعبهم اليوميّ وأمانتهم الصغيرة، بنوا ببطء طريقًا يقود إلى الملكوت. القداسة بالنسبة إليهم لم تكن بطولة خارقة، بل فعل محبّة يتكرّر كلّ يوم، في الغفران والعطاء، وفي قول نَعَم لله رغم الخوف.

يدعونا هذا العيد إلى الإيمان بقدرتنا، نحن أيضًا، على أن نكون قدّيسين، أينما كنّا؛ في البيت، أو في العمل، أو في الألم والصبر. الله لا يطلب الكمال، بل قلبًا نابضًا بالمحبّة الصادقة، يعرف كيف ينهض بعد كلّ سقوط، وكيف يغفر للآخَرين. لِنَنظُر إلى القدّيسين بصفتهم أصدقاءَ طريق يسيرون معنا، ويُشجّعوننا على المثابرة وعدم الاستسلام للضعف في كلّ مرّة نسقط فيها، كي نحيا بشجاعةِ مَن يُحبّ حتّى النهاية. وفي هذا العيد، لنتذكّر أنّ القداسة ليست نهاية الطريق، بل بدايته الحقيقيّة نحو الآب السماويّ.

نسألكَ أيُّها الربّ يسوع، في هذا العيد المجيد، أن تغمر قلوبَنا بمحبّتِكَ، وتجعلنا نعيش قداسة القلب، لا بكمال الأعمال، بل بصدق النيّات، آمين.

المصدر: آسي مينا / د. آمال شعيا