Skip to main content

افتتاح المتحف المصريّ الكبير بحضور فاتيكانيّ وترنيم كنسيّ

اسي مينا

«أدعوكم إلى أن تجعلوا من هذا المتحف منبرًا للحوار، ومقصدًا للمعرفة، وملتقًى للإنسانية، ومنارةً لكل من يحب الحياة ويؤمن بقيمة الإنسان»... بهذه الكلمات، وفي حفلٍ مهيب، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة، بمشاركة وفودٍ رسمية من 79 دولة، من بينها الفاتيكان التي مثّلها وكيل أمانة سرّ الدولة المطران إدغار بينيا بارا.

وقدّم منظمو الحفل مشهدًا فنيًّا مزج بين الموسيقى والغناء والتمثيل والرقص، وأضواء الليزر والطائرات المسيّرة، لتجسيد رحلة الحضارة المصرية من العصور القديمة إلى الحاضر، بما في ذلك الجانب المسيحي فيها، والذي عبر عنه في الحفل الشماس مينا فهيم. فقد رنّم فهيم مقطوعة قبطية كنسية مدة 20 ثانية، ترجمتُها إلى العربية: «يا ملك السلام، امنحنا السلام، قرّر لنا سلامك»، مع عرضٍ مرئي لكنيسة «مار جرجس» في مصر القديمة-القاهرة.

مصريٌّ مسيحيٌّ آخر كانت له بصمة في حفل الافتتاح، هو الطبيب الشهير مجدي يعقوب الذي قال في كلمته: «في مصر القديمة كان الطب مقدّسًا... جمعوا بين الجسد والروح، واخترعوا أدواتٍ سبقت زمنها... اليوم، وأنا واقف هنا، أرى الخيط ممتدًّا من جرّاحٍ مصريٍّ قديمٍ يمسك بمشرطه على ضوء المشاعل، إلى جرّاح يعالج القلوب بأدوات العصر. السعي نفسه، والإيمان نفسه بأنّ العناية بالإنسان، أيًّا كانت جنسيته أو ديانته أو عقيدته، هي أعظم هدية قدّمتها حضارتنا إلى العالم».

ومن اللافت أنّ مشروع بناء هذا الصرح، الذي يُعدّ أكبر متحف آثار لحضارة واحدة في العالم، أداره تنفيذيًّا المهندس جورج كيرلس، وهو أيضًا قائد أوركستري وخبير في الموسيقى القبطية.

وعلى هامش الحفل، استقبل شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في القاهرة رئيس منظمة فرسان مالطا، وسبقها استقبال المطران بارا رفقة السفير البابوي في مصر نيقولاس هنري.

ونقل بارا تحيات البابا لاوون الرابع عشر وتطلعاته للقاء الطيب، ولاستمرارية التعاون مع الأزهر في نشر رسالة السلام والأخوة إلى العالم كلّه. وشدّد على أنّ وثيقة «الأخوّة الإنسانية» الموقَّعة بين الطيب والبابا فرنسيس ستبقى عالقةً في ذاكرة التاريخ لما تمثله من تلاقي الأديان على نشر قيم الخير، وهو ما يؤكد ضرورة استمرار العمل المشترك لخير البشرية.

المصدر: آسي مينا / سهيل لاوند