فالنسيا – إسبانيا – سند ساحلية لـ نبض الحياة – يواصل الأب بشار فواضله، كاهن رعية المسيح الفادي في بلدة الطيبة – رام الله، زيارته الرسمية إلى إسبانيا التي تندرج ضمن جهود تعزيز رؤية الكنيسة في الطيبة، القائمة على توفير فرص العمل والبرامج التعليمية والثقافية والاجتماعية، ودعم مشاريع الإسكان الهادفة إلى تثبيت الوجود المسيحي في البلدة، إلى جانب رفع الوعي والدعوة إلى العدالة والسلام عبر المؤسسات الدولية والقنوات الدبلوماسية والشراكات مع الكنائس والبرلمانات حول العالم.
وقد شملت الزيارة سلسلة لقاءات ومناسبات رعوية ودبلوماسية، يسعى من خلالها الأب فواضله إلى تعزيز حضور المسيحيين في فلسطين وإقامة جسور تواصل مع الكنيسة الإسبانية والمجتمع المحلي وصنّاع القرار، مؤكدًا أن رسالة الطيبة، رغم التحديات، تظل رسالة حياة ورجاء في قلب الأرض المقدسة.
أكد الأب فواضله خلال لقاءاته أن جميع مبادرات الكنيسة المحلية تنبع من رسالة رعية الطيبة الواضحة: أن نبقى، وأن نخدم، وأن نشهد، ليظل نور المسيح حاضرًا في هذه الأرض رغم الألم. ودعا المسؤولين والكنائس الإسبانية إلى زيارة الطيبة ضمن مبادرة "تعال وانظر"، لتجربة الحياة فيها عن قرب، والاستماع إلى قصص أهل البلدة، والتعرف على صمود المجتمع المسيحي في مواجهة التحديات، ثم العودة لنقل ما شاهدوه من إيمان يصمد ورجاء لا يموت.
وخلال زيارته إلى فالنسيا، التقى الأب فواضله بالأسقف المساعد لرئيس أساقفة فالنسيا، أرتورو خافيير غارسيا بيريز، حيث جرى بحث سبل التعاون الروحي والثقافي بين رعية الطيبة وأبرشية فالنسيا، وآليات دعم المجتمع المسيحي في الأرض المقدسة.
كما شارك في لقاء مع عدد من أعضاء البرلمان الإسباني في فالنسيا، من بينهم روثيو إيبانييث كانديليرا ويايسيل سانتشيث أورتا عن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (PSOE)، حيث نقل لهم رسائل السلام والرجاء من الطيبة، مستعرضًا التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها الفلسطينيون، مع التركيز على تصاعد اعتداءات المستوطنين على بلدات المنطقة الشرقية من رام الله، على غرار باقي مناطق الضفة الغربية.
وأطلعهم على تاريخ الطيبة وأهميتها الدينية والثقافية والتراثية، مؤكدًا أن البلدة المسيحية الوحيدة بالكامل في الضفة الغربية تواجه تحديات الهجرة وانخفاض عدد السكان المسيحيين، لكنه شدد على الصمود والإيمان الراسخ.
ووجّه الأب فواضله دعوة رسمية لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للقيام بزيارة تضامنية إلى الطيبة، مشددًا على أن دعم فلسطين لا يقتصر على المستوى السياسي وإعلان الدولة، بل يشمل أيضًا دعم المشاريع التشغيلية والتنموية التي تعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وتحدّ من الهجرة.
وخلال كلمته أمام النواب، شكر الأب فواضله الحكومة الإسبانية والشعب الإسباني على دعمهم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، معتبرًا أن اتفاق وقف الحرب في غزة يبقى هشًا ما لم تترافق معه عملية سلام جادة وحقيقية.
وفي فالنسيا أيضًا، التقى الأب فواضله بأعضاء من مركز كاريتاس، حيث قدّم شهادة مباشرة عن الواقع اليومي في فلسطين، متوقفًا عند التحديات التي تواجهها بلدة الطيبة والمجتمع المسيحي فيها. كما التقى برئيسة الجالية الفلسطينية، روزا فلسطين، وعدد من أبناء الجالية، في لقاء خُصّص لتعزيز الروابط بين الفلسطينيين في الوطن والشتات.
