تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في يوبيلهم… كيف يصبح الشباب حقًّا مستقبل الكنيسة وأملها؟

اليوبيل

العالم قد يشعر شابٌّ بخيبةٍ ما تجاه الكنيسة، مردّها خبرة سيّئة عاشها في خلال سعيه ليعمل ويُبشّر ويكون تلميذًا حقيقيًّا وخادمًا أمينًا يُدرك دعوته ويلتزمها، فيواجه إهمالًا وعدم تقديرٍ من الكنيسة وردود فعلٍ سلبيّة من الناس، رغم اجتهاده في خدمة الكلمة. مع انطلاق يوبيل الشبيبة اليوم، كيف يستطيع أيّ شابّ إكمال مسيرته والتزام دعوته رغم المعوِّقات؟

أجابَ الأب أنطوان زيتونة، الكاهن في أبرشيّة الموصل وعقرة وتوابعها الكلدانيّة، عن هذا التساؤل، مستنيرًا بنصّ يوحنّا الإنجيليّ عن ظهور الربّ يسوع  القائم لتلاميذه مساء الأحد والأبواب موصدة (يو20: 19-31).

كاهن

وأوضح أنّ الربَّ حين ظهر لعشرة من تلاميذه، في غياب توما الذي لم يكن معهم ويهوذا الذي شنق نفسه، كان الباقون مجتمعين خلف أبوابٍ موصدة خوفًا من اليهود، متفكّرين في معنى كلّ ما سمعوه من النِّسوة. وتساءل زيتونة: «هل تعني هذه الآية "الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ" أنَّ الرُّسل لم يعيشوا بعد فرحة القيامة ويُدركوا معناها؟».

وفسَّر: «خاف التلاميذ من اليهود خشية تعرّضهم للإهانة والاستهزاء والرَّفض، لذلك اجتمعوا في العُلّية خلفَ أبوابٍ موصدة. فخوفهم هذا، منعهم من الشعور بحضور المسيح القائم من بين الأموات وسطهم، وكأنّ عيونهم وعقولهم "أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ"».

«سَلامٌ لَكُمْ!»

وبيَّنَ أنّ الربّ تجاوز مخاوفهم بحضوره وسطهم فجأةً ومن دون مقدّمات، وَوهَبَهم السلام الذي كانوا في أمَسّ الحاجة إليه: «سَلامٌ لَكُمْ!»، ونفخَ فيهم الرّوح القُدُس، وأوكل إليهم مهمّة: «كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا أيضًا». ومن هنا تبدأ الرسالة، تبدأ الكنيسة، وهنا يُصبح التلاميذ شهودًا حقيقييّن لهذه الرسالة.

غابَ توما ففاته اللقاء! وبعد ثمانية أيّام، ظهرَ الربّ مرّةً أخرى للرُّسل، بحضور توما، ليفتح عيونه ويُبدِّد شكوكه ويحوِّله من غير مؤمن إلى مؤمن ذي إيمانٍ قويّ وكريستولوجيّ معلِنًا: «رَبِّي وَإِلهِي!».

استعداد للانطلاق

«شبابنا اليوم يحتاجون إلى فتح عيون العقل والقلب ليُدركوا حضور الربّ في وسطهم ويلمسوا سلامه ويقبلوا روحه القدّوس. فدعوتهم اليوم هي أن يكونوا حاضرين، منفتحين ومستعدِّين للانطلاق، حين يأتي المسيح القائم ويقول: "سَلامٌ لَكُمْ!". فالربّ ما زال يعمل ويدخل كلّ يوم إلى علّيّتنا المغلقة الأبواب، إلى قوقعتنا، متجاوزًا مخاوفنا ومبدِّدًا شكوكنا ومانحًا سلامه. ولا يزال ينفخ روحه ويرسله، كما أرسله الآب»، بحسب زيتونة.

وختم متوجِّهًا إلى الشباب: «الكنيسة تنتظر حضوركم. دعوتكم ليست مشروطة ولا مؤجَّلة، بل تبدأ لحظة اختياركم أن تكونوا مع المسيح وفيه، تصنعون حضورًا فاعلًا وتكونون قلبًا نابضًا للكنيسة. لقد وصفكم البابا بنديكتوس السادس عشر بأنّكم "مستقبل الكنيسة وأملها"، وهو ما أكّده البابا فرنسيس بقوله: "الشباب هم حاضر الكنيسة النابض، لا مستقبلها فقط"».

المصدر: جورجينا حبابة، آسي مينا.