ايطاليا - الأشكال الجديدة من الإدمان إلى جانب إدمان المخدرات والكحول، عدم الارتياح النفسي لدى الشباب، الوقاية من الإدمان من خلال لمس بحث الشباب عن معنى الحياة. كانت هذه من بين النقاط الكثيرة التي تطرق إليها البابا لاوُن الرابع عشر في رسالة فيديو موجهة إلى المشاركين في المؤتمر الوطني السابع حول الإدمان الذي نظمته الحكومة الإيطالية يومَي ٧ و٨ تشرين الثاني نوفمبر.
نظمت رئاسة مجلس الوزراء الإيطالي يومَي ٧ و٨ تشرين الثاني نوفمبر المؤتمر الوطني السابع حول الإدمان. ولهذه المناسبة وجه قداسة البابا لاوُن الرابع عشر رسالة فيديو بدأها بتحية قلبية إلى المشاركين في المؤتمر، ثم أضاف أن هناك في الفترات الأخيرة وإلى جانب إدمان المخدرات والكحول أشكالا جديدة من الإدمان، وذلك لأن الاستخدام المتزايد لإنترنت والحواسيب والهواتف الذكية لا يرتبط فقط بالمنافع بل أيضا باستخدام مبالغ فيه غالبا ما يتحول إلى إدمان له تبعات سلبية على الصحة. وأشار قداسة البابا هنا إلى اللعب القهري والمراهنات والمواد الإباحية والتواجد المستمر على منصات العالم الرقمي، وتابع أن الأشياء موضوع الإدمان تتحول إلى هوس ما يؤثر على تصرفات الشخص وحياته اليومية.
وواصل البابا لاوُن الرابع عشر أن مثل هذه الظواهر هي في حالات كثيرة أعراض عدم ارتياح نفسي أو داخلي للفرد وأيضا تردٍ اجتماعي فيما يتعلق بالقيم والمرجعيات الإيجابية وذلك بشكل خاص وسط الفتية والشباب. وأضاف قداسته أن الشباب هو فترة اختبارات وتساؤلات وبحث عن معنى الحياة واختيارات للمستقبل. وواصل أن نمو أسواق المخدرات واستهلاكها والسعي إلى المكاسب السهلة والفورية من خلال الألعاب الإلكترونية وإدمان الإنترنت، الذي يتضمن أيضا محتويات ضارة، تكشف كلها أننا نعيش في عالم خالٍ من الرجاء حيث تغيب اقتراحات إنسانية وروحية قوية، وهكذا فإن شبان كُثر يعتقدون أن التصرفات كلها متساوية حيث لا يتمكنون من التفرقة بين الخير والشر وليس لديهم حس الحدود الأخلاقية.
هذا وأراد قداسة البابا في هذا السياق التأكيد على ضرورة تثمين وتشجيع جهود الوالدين والهيئات التربوية المختلفة مثل المدارس والرعايا ومراكزها، جهود تسعى إلى تحفيز القيم الروحية والأخلاقية لدى الأجيال الشابة كي يتصرف الشباب كأشخاص مسؤولين. وتابع البابا لاوُن الرابع عشر مشيرا إلى حاجة الفتية والشباب إلى تكوين الضمائر وتطوير حياة داخلية وإقامة علاقات إيجابية مع أترابهم وحوار بَناء مع البالغين، وذلك كي يصبحوا صناعا أحرارا ومسؤولين لحياتهم.
وتابع الأب الأقدس حديثه عن الشباب فتوقف عند ما يُلمس لديهم من خوف من المستقبل ومن الالتزام في الحياة كبالغين، خوف يجعلهم في هشاشة. وأضاف أنه في حال عدم حثهم على الكفاح من أجل حياة قويمة وجميلة فإنهم يميلون إلى الانغلاق على الذات. وهكذا فإن مؤسسات الدولة وجمعيات العمل الطوعي، الكنيسة والمجتمع بكامله، هي مدعوة إلى أن تلمس لدى هؤلاء الشباب الحاجة إلى مساعدة وعطشا عميقا للعيش، وذلك من أجل تقديم حضور متنبه وتضامني يحفز الشباب على جهود فكرية وأخلاقية ويساعدهم على تكوين إرادتهم. وقال قداسة البابا إن هذا يعني الالتزام بشكل أكبر دائما وبطريقة ملموسة في عملية وقاية تُترجَم إلى تدخل من قِبل الجماعة في مجملها. وشدد الأب الأقدس هنا على أنه في إطار سياسة وقائية لانزعاج الشباب فمن الأهمية بمكان إنماء التقدير الذاتي لدى الأجيال الجديدة، وذلك لمواجهة الإحساس بعدم الأمن وعدم الاستقرار الشعوري الذي تسببه الضغوط الاجتماعية من جهة وطبيعة فترة المراهقة في حد ذاتها من جهة أخرى. وواصل الحبر الأعظم متحدثا عن فرص العمل والتعليم، الرياضة والحياة السليمة والبعد الروحي للحياة باعتبارها طريق الوقاية من الإدمان.
وفي ختام رسالة الفيديو أراد البابا لاوُن الرابع عشر تشجيع المشاركين في هذا الحدث الهام على صياغة مقترحات عملية من أجل تعزيز ثقافة تضامن وتكافل وذلك في مواجهة الأنانية ومنطق الكسب، ثقافة تتوجه إلى الأخرين في إصغاء وفي مسيرة لقاء وعلاقة مع القريب، وخاصة حين يكون أكثر هشاشة وضعفا.
المصدر: الفاتيكان نيوز